حفل هذا العام بمجموعة كبيرة من الدراسات الطبية الصادرة عن مراكز الأبحاث العالمية تعيد طرح الحديث وبقوة حول الآثار الصحية للبلاستيك، ليس لاستخداماته في الحياة اليومية كعبوات حفظ المواد الغذائية من الأطعمة بأنواعها والمشروبات والمياه
المعبأة أو الأجهزة المنزلية والأدوات المكتبية فحسب، بل تتجاوز ذلك للحديث بشكل خاص وبأولوية مُلحة عن استخدامه فيما يتصل بالأطفال وتغذيتهم، كقوارير الرضع البلاستيكية وأواني الطعام أو الشراب أو في الحفائض أو الألعاب وغيرها مما له علاقة مباشرة بهم. وكذلك بدرجة حيوية في الاستخدامات الطبية كأوعية إعطاء المحاليل الطبية أو الأدوية، أو في الحقن البلاستيكية أو الأنابيب المستخدمة في إعطاء الأوكسجين وغيرها من الاستخدامات في غرف العمليات أو غرف العناية المركزة. ليصل إلى الحديث عن استخداماتها من قبل أطباء الأسنان. والحقيقة أن البحث والاستقراء لبعض ما تمت كتابته في المجلات الطبية المتخصصة طرحته مصادر البحث والدراسة في الجامعات وغيرها من مراكز البحث، أو أثارته العديد من الهيئات في وسائل الإعلام بأنواعها، يبين أنه وبالرغم من الضغوطات الممارسة بناء على نتائج الدراسات العلمية، من قبل مراكز البحث ومن هيئات حماية المستهلك ومن تساؤلات العامة المتكررة، والموجهة إلى الإدارات الصحية والهيئات العلمية المنظمة لإصدار النصائح العلمية العامة بأي سلطة كانت لديها. إلا أن توضيحاتها والنشرات الصادرة عنها لا تزال بطيئة التفاعل مع الكم الكبير للدراسات المُحذرة من مضارها. وتفتقد كذلك الوضوح والشفافية في القرارات التي يُفترض على أقل تقدير أن تكون حاسمة للإجابة وقاطعة للشكوك التي ما فتئت تتوالى بيقين المعلومة المُوثقة. مما يترك الكثيرين في حيرة من حقيقة الأمر. ناهيك عن أن نتوقع كأناس عاديين من أرباب الصناعات نوعاً من الاستجابة بصفة مقنعة للقليل كماً ووضوحاً مما صدر عن الهيئات العلمية حول الأمر، حيث لا تزال جهود تنقية البلاستيك من المواد الضارة تمشى حبواً وعلى استحياء في خطوات التطبيق. الكلام هنا لا مبالغة فيه. ودعونا لذلك نستعرض الأمر وما تحدثت عنه المصادر العلمية هذا العام بشيء من التركيز إضافة إلى الأعوام السابقة، عرضاً لا جزماً بأي رأي حول البلاستيك.
في عدد ديسمبر من مجلة علم الغدد الصماء الأميركية نشر مقالان حول دراسة البروفيسور سكوت بلتشر المتخصص في علم الأدوية والفيزياء الحيوية للخلية الحية، وفريق البحث المشارك معه من كلية الطب في جامعة سينسناتي بولاية أوهايو الأميركية، يتحدث عن الآثار السلبية على الصحة لمادة بيسفينول إيه A Bisphenol (BPA). ليس حينما تكون نسبة تناولها مرتفعة، بل بمجرد تناول كميات منخفضة جداً منها. الدراسة تمت بدعم مباشر من قبل المؤسسة القومية للصحة، وهي هيئة حكومية، ومؤسسة أورام الدماغ لدى الأطفال في الولايات المتحدة. هذه المادة بحسب نتائج الدراسة تؤثر في نمو الدماغ عبر إعاقة عمل هورمون إستروجين في إتمام ذلك. والدراسة على حد وصف البروفيسور بيلتشر هي الأولى التي تُظهر دور هورمون إستروجين في تطور نمو ونضج قدرات الدماغ لدى الذكور والإناث، خاصة المتعلق منها بالحركة وتناغمها بين أطراف الجسم. أي أن هذا الهورمون له تأثيرات إيجابية ضرورية في الدماغ غير التأثيرات المعروفة له لدى الإناث في نمو وتطور مناطق أخرى من الدماغ التي لها علاقة بالجنس من نمو الأعضاء التناسلية وآليات التفاعلات الجنسية والخصوبة والتكاثر وغيرها.
ويقول الباحثون في حال وجود مادة بيسفينول ـ إيه ولو بنسبة منخفضة جداً في جسم الطفل فإن هورمون إستروجون يفقد قدرته وبسرعة كبيرة على تنظيم وتطوير نمو الخلايا العصبية. أي أن هذه المادة الموجودة في البلاستيك تعطل مفعول الهورمون، وبالتالي تضر بشكل مهم الخلايا العصبية في الدماغ. ويُعطي الباحث نسبة منخفضة كالتي تُوجد في الماء أثناء مروره في تمديدات الأنابيب البلاستيكية. لكن دور هورمون إستروجين لا يزال مُعقد الفهم على الباحثين، ففي أوقات معينة من النمو يكون من الضروري توفره وفي أوقات أخرى يكون ضاراً. وهناك عادة توازن طبيعي في الجسم لتأثيرات هذا الهورمون، وبالتالي فإن إفرازه يعلو في أحيان ويتدنى في أحيان أخرى. لذا فإن وجود مادة كبيسفينول ـ إيه المنافسة لعمل الهورمون يخل بالتوازن الطبيعي، ففي الحالات التي لا يجب أن ترتفع نسبة الهورمون ولا يفرزه الجسم بغزارة حينها فإن هذه المادة العمياء من البلاستيك تذهب حيث لا يجب أن تذهب وتعمل عمل الهورمون فتضر خلايا الدماغ. وفي الحالات التي يجب أن يعمل فيها الهورمون ويفرزه الجسم حينها فإن هذه المادة العمياء أيضاً من البلاستيك تذهب بدلاً عن الهورمون وتعطل مفعوله، فأثر هذه المادة الضارة كقطع المنشار، أي في حالة تدني نسبة الهورمون بشكل طبيعي وفي حالة ارتفاع نسبته بشكل طبيعي أيضاً!. وهو ما عبر عنه البروفيسور بيلتشر قائلاً لقد بينا أن وجود مادة في البيئة ـ وهي بيسفينول ـ إيه ـ وتعمل عمل هورمون إستروجين بطريقة معقدة جداً على الخلايا العصبية. والمهم هو أن تأثيرات هذه المادة علي خلايا الدماغ يشمل النمو والتطور لدى أدمغة الأطفال، وكذلك أداء وظائف الدماغ لدى البالغين.
ويعقب قائلاً حول البحث الذي قدمه وأكثر من 100 دراسة طبية صدرت حتى اليوم وتناولت هذا الجانب المتعلق بالبلاستيك، خاصة مادة بيسفينول ـ إيه أنه وعلى حد وصفه فإن قطاع الصناعات الكيميائية والوكالات التنظيمية الفيدرالية قاومت إزالة هذه المادة من البلاستيك المستخدم في حفظ الأطعمة والمشروبات رغم أن البلاستيك الخالي من مادة بيسفينول ـ إيه وغيرها من المواد السامة يمكن إنتاجه وتوفيره.
ويضيف البروفيسور بيلتشر أن مركب مادة بيسفينول ـ إيه مرتبط ضمن مركبات اللدائن المستخدمة في إنتاج البلاستيك. والمكونة من جزيئات الكربون العديدة. والبلاستيك مصطلح يغطي طيفاً واسعاً من منتجات المواد العضوية المكثفة أو المبلمرة، والتي يمكن تشكيلها على هيئة ألياف أو رقائق أو أشياء مجسمة. واسمها مشتق من هيئتها شبه السائلة التي لديها خاصية الليونة أو اللدونة المطاوعة للتشكل بما يشاء المستخدم لها في الصناعة. ونظراً لاختلاف مكوناتها من العناصر والمواد الكيميائية المكونة لها فإن خصائص أنواع البلاستيك تختلف من حيث التفاعل من الحرارة ودرجة صلابتها ووزنها وغيرها من الصفات. والأصل في اللدائن الصناعية هي سلاسل طويلة من الكربون أو السليكون. وشبيهة في ذلك باللدائن الطبيعية كالمطاط الذي كان يستخدم في الماضي والمكون من مادة السليلوز النباتية. أو كمادة الشمع وغيرها.
وظهرت مادة باكيلايت عام 1909 كأول بلاستيك حقيقي. ثم بعد الحرب العالمية الأولى ظهر نوعان من البلاستيك هما «البوليسترين». ثم «البولي فينايل كلورايد» الأقوى روابط كيمائية بذرات الكلور. ثم ظهر النايلون عام 1936 في الولايات المتحدة. وأخذت الأبحاث تنتج أنواعاً مختلفة من اللدائن بصفات واستخدامات متشعبة كالبولي إيثيلين والبولي روبيلين والبوليستر والزجاج الصناعي والتيفلون واللاكسان وغيرها.
وفي حين أن الاعتقاد السابق كان يتبنى مقولة أن البلاستيك مكون من مواد ثابتة لا تتغير، فإن العلماء وفي السنوات الماضية بدأوا في تغيير هذه النظرة ذلك أن الروابط فيما بين جزيئات مكونات البلاستيك بأنواعه المختلفة هي في حقيقة الأمر وخلافاً لما يُشاع روابط غير ثابتة وغير مستقرة. وبالتالي هناك واقع مفاده أن جزيئات منها تذوب في الأطعمة والمشروبات أو غيرها من المحتويات التي تلامسها كالمحاليل الطبية أو الأدوية بدرجات متفاوتة. والذي تحدثت عنه الدراسات الطبية بكثرة حتى اليوم هما مادتان، لكن سلسلة الحديث والبحث قد تطول لتشمل غيرهما من المواد الموجودة في البلاستيك. المادتان هما مادة بيسفينول ـ إيه ومادة «دي إي اتش بي». والدراسات التي تناولت تأثيرهما وجدت أنهما ضارتين على الصحة من جوانب عدة.
ولو نظرنا لوجدنا أن مادة بيسفينول ـ إيه الكيميائية تُستخدم في بناء سلاسل الكربون العديدة في البلاستيك المعروفة استخداماته الواسعة. وكذلك في صناعة أحد أنواع الصمغ وهو صمغ إبوكسي الراتنجي الواسع الاستخدام أيضاً في الصناعات الكهربائية والأصباغ والصمغ وكذلك كبطانة واقية للعديد من الأمور كمعلبات المواد الغذائية والمشروبات بأنواعها. والإنتاج العالمي لهذه المادة بحسب إحصائيات عام 2002 يتجاوز 2.8 مليون طن سنوياً.
ومادة بيسفينول ـ إيه متقلبة وغير مستقرة ضمن مكونات البلاستيك. مما يسمح بذوبان جزء منها. وإن كان بنسبة يُظن أنها ضئيلة وغير مؤثرة علي الصحة في الأحوال العادية والسليمة لحفظ الأطعمة المعلبة وتخزينها في المستودعات، أو أثناء وضع المشروبات أو الأطعمة في الأواني المنزلية البلاستيكية سواء الحار منها أو البارد. لكن هذه المادة الكيميائية الموجودة بشكل واسع جداً في معلبات البلاستيك مستخدمة في حفظ الأطعمة المعلبة من الخضار أو الفواكه أو اللحوم بأنواعها، وكذلك المشروبات الغازية وغير الغازية. وذلك في طبقة البطانة الداخلية الرقيقة للمعلبات المعدنية المستخدمة في حفظ الأطعمة والمشروبات لمدة طويلة، وكذلك في بطانة الأوعية الورقية لتعليب مشتقات الألبان وأوعيتها البلاستيكية، إضافة إلى أنابيب تمديد شبكات المياه المنزلية. والمواد المستخدمة من قبل أطباء الأسنان في ملء فراغات تشققها أو تغليفها لحمايتها من التسوس. ناهيك عن الاستخدامات الطبية الواسعة اليوم في العناية بالأطفال من أكل أو شرب أو حتى اللباس والألعاب, إضافة إلى المعدات الطبية. وتاريخياً فإن السماح باستخدامها من قبل العديد من الهيئات العالمية تم منذ مدة طويلة تتجاوز عقودا من الزمن لم تُجر حينها دراسات سلامة صحية كاملة. وكان السماح بناء على أن ذوبانها ضئيل جداً في المواد الغذائية الملامسة لها. بيد أن ما تطرحه الدراسات العلمية ويثير الشكوك اليوم يتعلق بجانبين حولها, الأول هو كمية ذوبانها في الأغذية والثاني هو تأثير النسب الضئيلة جداً لها على الصحة. فنسبة ذوبانها ليست ضئيلة كما كان يُظن. وتأثير النسبة الضئيلة لو سلمنا جدلاً أنها كذلك هي أيضاً ضارة بالصحة كما تقدم. مما يُملي إعادة تقييم أمانها مرة أخرى.
وكما تناولتها الدراسة الصادرة هذا الشهر في أول المقال, فلقد تناولتها أيضاً مجموعة من الدراسات السابقة الأخرى. نستعرض بعضاً منها.
في يونيو هذا العام نشرت مجلة تكاثر الإنسان دراسة للباحثين من كلية الطب بجامعة مدينة ناغاوا في اليابان تناولت تأثير مادة بيسفينول ـ إيه على ظهور حالات الإجهاض المتكرر. وتبين فيها للدكتور مايومي سيغورا أوغاساوارا أن نسبة هذه المادة في جسم السيدات المعانيات من الإجهاض المتكرر هي ثلاثة أضعاف ما هو لدى النساء ممن حملن وولدن بشكل طبيعي. ليس هذا فحسب بل حينما حمل هؤلاء النسوة ممن لديهن معدلات عالية لهذه المادة في أجسامهن ثم أجهضن فإن فحص الجنين أثبت أن هناك تحولات في عدد الكروموزومات. وهو ما تم إثباته عام 2003 في الأبحاث على حيوانات المختبرات ضمن دراسة أُجريت حينها في جامعة ويست كيس بولاية أوهايو الأميركية. وهذه الدراسة هي الأولى التي تربط بين تكرار الإجهاض ونسبة المادة الناتجة عن البلاستيك. وتعتبر مثيرة للشكوك على حد قول الدكتور ألن بووبيس المتخصص في علم السموم بكلية لندن الإمبراطورية مما يفرض ضرورة إجراء دراسات أوسع لتأكيدها.
وفي مايو هذا العام أكدت دراسة نشرت في مجلة علم الغدد الصماء لباحثين من جامعة تفتس بالولايات المتحدة ومن الأرجنتين أن تعرض أجنة حيوانات التجارب لمادة بيسفينول ـ إيه يرفع من وتيرة نمو خلايا الثدي في مراحل تالية من الحياة مما يزيد من احتمالات نشوء السرطان فيه.
وفي نهاية نفس الشهر هذا العام نشرت مجلة منظور صحة البيئة الأميركية التي تُصدرها المؤسسة القومية الأميركية لعلوم صحة البيئة نتائج دراسات الدكتور شانا سوان وزملائه حول دور تعرض الذكور أثناء مرحلة حملهم في أرحام الأمهات لمادة بيسفينول ـ إيه وغيرها من مواد فاثليتس نتيجة التعرض المباشر للأمهات لها. وأن ذلك يحدث تأخراً في نمو الأعضاء الجنسية الذكرية لدى الأطفال المولودين. وتحديداً صغر العضو الذكري وقلة عدد الحيوانات المنوية وعدم اكتمال نزول الخصيتين بشكل تام وسليم, كما لاحظت الدراسة أن المسافة بين فتحة الشرج والعضو الذكري قصرت بشكل غير طبيعي!, أي أنها أصبحت أشبه بما هو لدى الإناث. ومن المعلوم أن المسافة بين فتحة الشرج وبين العضو التناسلي لدى الذكور هي ضعف المسافة لدى الإناث بينهما. وفي تعليقات عدد من الباحثين على الدراسة تحدثوا عن وجود هذه المادة ليس فقط في قوارير إرضاع الأطفال وغيرها من الأواني البلاستيكية بل في مستحضرات التجميل والعناية بالشعر والعطور ومزيلات رائحة العرق وغيرها.
وقبله أي في شهر إبريل نشرت نفس المجلة دراسة مراجعة شملت حوالي 114 دراسة تمت حول آثار مادة بيسفينول ـ إيه على الصحة حتى عام 2004، 94 دراسة منها تحدثت عن مضارها الصحية. خاصة الدراسات التي تمت بدعم حكومي أي دون دعم الشركات المرتبطة بإنتاج أو استخدام البلاستيك. وفي يناير هذا العام نشرت مجلة أبحاث السرطان الأميركية نتائج دراسة فريق من الباحثين في جامعة سينسناتي أنها أيضاً ترفع من وتيرة تكاثر خلايا البروستاتا السرطانية. مادة «دي إي اتش بي» التي تفيد في تليين البلاستيك المستخدم في الحياة العامة أو المنتجات الطبية كأوعية المحاليل الطبية وأوعية نقل الدم والأنابيب البلاستيكية المغروسة في الوريد لإعطاء المحاليل أو الأدوية وغيرها من الاستخدامات الطبية. أيضاً تحدثت الدراسات الطبية عن تأثيراتها الصحية السلبية على حيوانات التجارب. لكن التحذيرات الحديثة كما أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية في يوليو 2002 تحذر من الاستخدام الطبي للبلاستيك الطري فهو ذو أثر ضار على الأطفال، خاصة نمو وسلامة أعضائهم التناسلية. وفي يونيو هذا العام تحدثت دراسة للدكتور تيد شيتلر من شبكة صحة وعلوم البيئة الأميركية عن مضار هذه المادة على الأعضاء التناسلية لدى الأطفال ضمن دراسة تمت في هارفارد وبينت أن هذه المادة تتركز في أجساد الأطفال ممن تم علاجهم في وحدات العناية المركزة في مستشفيات مدينة بوسطن الأميركية وبالطبع تم فيها استخدام البلاستيك في وسائل علاجهم من أنابيب وأوعية محاليل وأنابيب أوكسجين وغيرها.
الموضوع شائك جداً والدراسات لا تبعث على الاطمئنان إطلاقاً على الأقل بنتائجها المثيرة للجدل والشكوك حول أمان هذه المادة. وحتى لو سلمنا جدلاً أن الضرورة تفرض إجراء مزيد من الدراسات قبل تغيير الرأي حولها فإنه لا يبدو من قوة ما صدر منها ومن تنوع مجالات بحثها في عرض الآثار السلبية على الصحة أن تأتي دراسات تناقضها. بل المتوقع أن تأتي الدراسات المقترحة بما يؤكدها ويعزز مخاوفها. ولا يعلم كثير من المراقبين الطبيين تعليلاً مقنعاً حول جدوى التأخير بحسم حقيقة علاقة استخدام البلاستيك والتعرض للمواد الكيميائية فيه وتأثيراتها الصحية السلبية على الأقل في الاستخدام الطبي!.
البلاستيك بأنواعه المختلفة هو عصب المنتجات من حولنا ويستلزم البت في ضرره من عدم ذلك. فكما أننا نحتاجه لأنه في كل شيء تقريباً فنحن عرضة لضرره ـ إن ثبت ـ بشكل كبير لأنه أيضاً في كل شيء حولنا تقريباً.
والحقيقة أن مسألة فهم الطب للمواد والمنتجات الصناعية وآثارها الصحية أوسع من أن يُحاط بها اليوم ويستحق البحث من الأطباء والباحثين أكثر مما هو ممارس. لأن التركيز على الغذاء والميكروبات والسمنة وقلة الرياضة والتدخين وغيرها من جوانب الصحة لم يعد كافياً لتوفير مبررات مفهومة ومقنعة لتشعب مصادر الأمراض وكثرة انتشار أنواع منها لم تُعهد بهذا الشكل من قبل. ولذا يلحظ البعض أن الدراسات بدأت تتحدث عن الأصباغ ومحتواها. ومواد مستحضرات التجميل. والأبخرة غير المرئية المتصاعدة من الأجهزة المنزلية والمكتبية كالكومبيوترات وغيرها كثير جداً. بل إن الدراسات تناولت قبل أسابيع التأثيرات الضارة للروائح والأبخرة الكيميائية المتصاعدة في مقصورة الركاب للسيارة الجديدة ذات الرائحة المميزة والمعشوقة من الكثيرين!
وجاء في مقال آخر على مدونة ثقف نفسك تحذير بألا يشرب الماء في الزجاجات البلآستيكية هاذا نصه :
من الأخطاء الفادحة والشائعة هو عدم تغيير العبوات البلاستيكية الخاصة بحفظ المياه. فهذه العبوات يجب أن تتغير كل 6-7 مرات تعبأ فيها. لأنه بعد ذلك ستبدأ المادة البلاستيكية بالتحلل في الماء. و تبدأ بعدها المشاكل الصحية الكبيرة التي قد تتطور إلى أمراض خبيثة. و تعمل البرودة على زيادة تحلل هذه المادة الضارة عند وضع العبوات في الثلاجة، فالصحيح أن يتم حفظ المياه في عبوات زجاجية ،فهي لن تضر أبداً بهذه الطريقة حتى لو تعرضت للبرودةاما استخدام السوائل الساخنه في عبوات البلاستيك فهذه كارثة لان السخونه تساعد علي ذوبان البلاستيك في المشروبات و هناك احصائيات مرعبه عن هذا الموضوع و ايضا هناك خطر صحي رئيسي في استخدام الميكرويف وهو تسخين الاكل المشبع بالدهون او الاحماض خصة في العبوات البلاستيك او الاطباق الفوم . فالافضل تسجين الطعام فى اطباق تتحمل الحرارة مخصصة لذلك.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.